منقول بغداد
أعلن درغام الزيدى شقيق الصحفى العراقى الشهير
بإلقاء الحذاء على الرئيس الأمريكى جورج بوش أن تصرفات شقيقه " منتظر الزيدى " كانت "عفوية " وانها تمثل ملايين العراقيين الذين يرغبون فى " إذلال الطاغية " حسب وصفه .
ونقلت شبكة "سى إن إن" الاخبارية الأمريكية عن درغام الزيدى قوله إن شقيقه يكره الاحتلال الأمريكى ، وكان يتأثر كثيرا من جراء مشاهدة معاناة العراقيين يوميا ، وأشار الى أن معظم تقاريره كانت تتركز على أرامل العراقيين والأيتام والأطفال .
ومع ذلك ، ذكر درغام الزيدى انه شعر بصدمة عندما شاهد شقيقه يقذف بحذائه على بوش أثناء المؤتمر الصحفى الذى عقده فى بغداد يوم الأحد الماضى .
من جانبه أشاد الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز (أحد أبرز منتقدي جورج بوش) بالصحفي العراقي الذي رشق الرئيس الامريكي بفردتي حذائه قائلا إنه شجاع.
وقال تشافيز الذي دأب هو نفسه على توجيه إهانات إلي الرئيس الامريكي إنه يشعر براحة لأن الحذاء لم يصب بوش لكن ابتسامة عريضة علت وجهه وهو يشاهد تسجيلا مصورا للحادث عرض اثناء اجتماع لمجلس الوزراء وأذاعه التلفزيون الفنزويلي.
واضاف قائلا "شيء طيب أنه لم يصبه. أنا لا اشجع على رشق أي أحد بالاحذية لكن يا لها من شجاعة حقا."
ورشق الصحفي العراقي منتظر الزيدي بوش بفردتي حذائه ووصفه بانه "كلب" اثناء مؤتمر صحفي في بغداد يوم الاحد وهو تصرف جلب له شهرة في انحاء العالم ولقي تأييدا واسعا في الشرق الاوسط.
وتشافيز منتقد قوي للحرب الامريكية على "الارهاب" في العراق وافغانستان وكثيرا ما وصف بوش بأنه "حمار" و"سكير" و"السيد خطر".
وأشهر وصف نعت به بوش هو "الشيطان" وذلك اثناء كلمة ألقاها في مقر الامم المتحدة في نيويورك.
تضامن عربي ومصري
كما تظاهر أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدن عراقية، خصوصاً مدينة الصدر في بغداد والنجف والبصرة، تنديداً بزيارة بوش واعلن شيوخ ووجهاء عشائر في كركوك وديالى تضامنهم مع الصحافي وطالبوا بالإفراج عنه.
وأعلن الرئيس السابق لهيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، المحامي خليل الدليمي في عمان أن 200 محام عربي وأجنبي ابدوا استعدادهم للدفاع عن الزيدي.
وفي القاهرة، أعرب رؤساء تحرير صحف مصرية عن تضامنهم معه وطالبوا بإطلاقه.
شاهد الفيديوالاحذية والسياسة
وأكدت نقابة الصحفيين المصريين تضامنها الكامل مع الصحفى العراقى المحتجز حاليا لدى السلطات العراقية وطالبتها بالمحافظة على حياته وتأمين إطلاق سراحه وضمان محاكمة عادلة له ومراعاة كافة الظروف التى أحاطت بواقعة قذفه حذاءيه الواحد تلو الآخر صوب الرئيس الأمريكى جورج بوش .
وقالت النقابة فى بيان لها إن الإحتلال الأمريكى للعراق وممارسته البشعة ضد المواطنين العراقيين كانت وراء الحالة النفسية التى دفعت الصحفى الزيدى للقيام بهذا الفعل.
وحملت نقابة الصحفيين ، فى الوقت ذاته ، الإحتلال الأمريكى المسئولية كاملة فيما يترتب على الإحتلال من تبعات وأساليب مقاومة مختلفة ومنها ما لجأ إليها الزيدى فى التعبير عن رفضه للواقع المأساوى الذى يعيشه الشعب العراقى.
ونبه البيان إلى المعاناة التى يعيشها الشعب العراقى وخاصة الصحفيين وما تعانيه المؤسسات الإعلامية من مداهمات مستمرة لمقاراتها من قبل قوات الإحتلال الأمريكى التى مازالت تعتقل مصور وكالة (رويترز) رغم تبرئته من القضاء العراقى.
كما طالب أكثر من 70 نائبا بمجلس الشعب يمثلون مختلف التيارات السياسية منظمات حقوق الإنسان الاقليمية والدولية بإعلان تضامنها مع الصحفى العراقى وأكد هؤلاء النواب فى نداء وجه إلى هذه المنظمات تضامنهم العام مع الزيدى فى موقفه هذا وطالبوا بالإفراج عنه فورا ووقف التعذيب الذى يتعرض له فى الوقت الراهن وحملوا الجهات المعنية المسئولية تجاه ضمان حياة الصحفى العراقى الذى وصفوه بالبطل.
وأعلن سامح عاشور نقيب المحامين ورئيس إتحاد المحامين العرب،عن تشكيل الاتحاد لهيئة دفاع دولية وعربية ومحلية،لتتولى مهمة الدفاع عن الصحفى العراقى.
وأكد سامح عاشور - فى مؤتمر صحفى عقده الإثنين-أن هذا التصرف من جانب الصحفى العراقى، جاء عفويا وتعبيرا عن حالة السخط الشعبى العربى والعراقى من ممارسات الرئيس الأمريكى جورج بوش ، والتى تمثلت فى إحتلال العراق وتدميره لقواته العسكرية ولبنيته الأساسية، وإرتكاب قواته لجرائم القتل والاعتداء على الشيوخ والنساء والأطفال من أبناء الشعب العراقى .
وأشار عاشور إلى أن فريق الدفاع سوف يعمل على إيجاد محاكمة عادلة لهذا الصحفى العراقى خارج وطنه المحتل فى أى بلد محايد والعمل على حماية حياته المعرضة للخطر فى الوقت الراهن .
وقال إن الاتحاد سوف يتخذ الإجراءات اللازمة لمحاكمة الرئيس الأمريكى جورج بوش على جرائمه التى إرتكبها فى العراق، كى تتحول محاكمة الصحفى العراقى إلى محاكمة لبوش على جرائمه ضد الشعب العراقى .
وأوضح سامح عاشور أن هيئة الدفاع المقترحة سوف تضم كلا من نقباء المحامين العرب ورؤساء الإتحادات الدولية للمحامين والقانونيين إلى جانب المحامين العراقيين .
وناقش مجلس نقابة المهن السينمائية بجمهورية مصر العربية فى اجتماع له برئاسة ممدوح الليثى نقيب المهن السينمائية الموضوع.
ورأي المجلس فى بيان له "أن م
وفي بيروت، اعتبر المرجع الشيعي العلامة محمد حسين فضل الله ان "مقاربات السياسة الاميركية الخاطئة لقضايا الشرق الاوسط ستؤدي الى مزيد من الفشل والمزيد من الاحذية"، كما أعرب حزب الله عن تضامنه مع الزيدي ووصف عمله بـ "الجريء الذي يستحق التقدير".
وكان أحد العاملين في قناة البغدادية أكد ان زميله وطني متشدد كان يخطط منذ أشهر لفعلته كما أعربت عائلته عن اعتزازها بما قام به وقال شقيقه عدي: رفع رأسنا ورؤوس العراقيين الذين اتهموا بأنهم استقبلوا الاميركيين بالورود.
وادانت الحكومة العراقية الحادث، معتبرة انه "تصرف همجي مشين لا يمت الى الصحافة بصلة"، كما طالبت قناة البغدادية بتقديم اعتذار عن هذا العمل الذي أساء الى سمعة الصحافيين العراقيين، واعتبرت ان الزيدي "حاول الاعتداء على الرئيس الضيف".
كما أدان نقيب صحافيي كردستان فرهاد عوني تصرف الصحافي ووصفه "بأنه غير اخلاقي"، فيما تجاهل تلفزيون الكويت الحكومي "اللقطة الحذائية".
تنديد
لكن من ناحية أخري أعرب عدد من إعلاميى محافظة ذى قار العراقية عن استهجانهم لتصرف منتظر الزيدى وقال حسين العامل مدير مكتب جريدة المدى فى ذى قار ـ فى تصريحات خاصة لراديو "سوا" الأمريكى الإثنين ـ "بالتأكيد هناك عدة طرق للتعبير عن الاختلاف فى الرأى والمواقف، فكلنا ضد الاحتلال ولنا مواقف سياسية بهذا الاتجاه، لكن أن تبلغ مسألة الاختلاف حد خلع الأحذية، أعتقد أن هذا تصرف قريب من تصرفات السوقة، وهذا
بعيد عن المهنية، أعتقد أن المسألة مهينة للاعلاميين، ونحن ندعو منتظر الزيدى للاعتذار من الإعلاميين العراقيين أساسا".
من جانبه، لفت الإعلامى العراقى رعد سالم إلى ضرورة تجرد الصحفى من اتجاهاته فى عمله موضحا ذلك بالقول "ما حدث فى المؤتمر الصحفى كان بعيدا عن المهنية، لأننا نعرف أن الإعلامى عندما يكون فى مؤتمر صحفى يكون بعيدا تماما عن أى انتماء وإنما يكون متجردا تماما".
وأضاف أنه كان من الممكن أن تكون هناك طرق أخرى ليعبر عما يدور فى داخله كصحفى من خلال سؤال أو إحراج الضيف، لكن ما حدث من الزيدى كان فى الحقيقة مستهجنا من جميع الصحفيين".
فيما اتجه رأى الصحفى العراقى واثق العبودى إلى أهمية احترام الزائر الرسمى مهما تكون درجة الاختلاف معه، وقال "فى الحقيقة التصرف الذى قام به أحد الصحفيين لا يمثل كل الإعلاميين العراقيين أو شريحة منهم، لأننا كما تعلمون لدينا عاداتنا وتقاليدنا، ومهما يكون فهو ضيف زائر ومن المفترض أن يحترم حتى لو اختلفنا معه فى الآراء أو كنا رافضين لأسلوبه أو تصرفاته أو أى شىء آخر".
إلى ذلك، طالب الصحفى عدنان الشمرى، الذى يعمل فى صحيفة الجنوب، الحكومة بالكشف عن مصير الزيدى .. مضيفا أن "ضرب زميلنا منتظر الزيدى عمل غير سليم، وليس من حق الأمريكيين أن يضربوا هذا الإعلامى، فهو عبر عن رأيه ونحن نطالب بإخراجه من السجن وعدم ضربه، وعلى الحكومة أن تكشف لنا أين الزيدى، هل هو فى السجون العراقية وليس فى السجون الأمريكية أم لا ؟".
وكان مرصد الحريات الصحفية فى العراق قد استنكر - فى وقت سابق - تصرف مراسل قناة "البغدادية" تجاه الرئيس الأمريكى معتبرا إياه "غير مهنى" وبعيدا عن الروح الصحفية، فيما طالب المركز الوطنى للاعلام العراقى قناة "البغدادية" بتقديم اعتذار معلن عن هذا العمل الذى أساء إلى سمعة الصحافة العراقية، على حد وصفه.
toldo