مجزرة غزة تدخل يومها الخامس وارتفاع عدد الشهداء إلى 390 وأكثر من 1900 جريحاً صورة أرشيفية لفلسطنيين يلتفون حول أطفال قتلوا في غارة جوية إسرائيلية - رويترز
12/31/2008 10:41:00 AM
غزة - ارتفع عدد القتلى في الغارات الإسرائيلية على غزة
المتواصلة في اليوم الخامس من الهجوم الأربعاء على قطاع غزة إلى 390
قتيلاً وأكثر من 1900 جريح.وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام
دائرة الإسعاف و الطوارئ في وزارة الصحة إلى وكالة الأنباء الفرنسية أن
"عدد الشهداء ارتفع إلى 390 بينهم 41 طفلاً وأكثر من 1900 جريح منذ بدء
الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة السبت".يشار إلى أن
الطائرات الحربية الإسرائيلية واصلت تنفيذ غاراتها وعدوانها ضد أهداف مختلفة فى قطاع غزة..وأحدث هذه الغارات هو استهداف طائرة حربية سيارة إسعاف كانت تحاول البحث
عن جثث شهداء وجرحى شمال شرق قطاع غزة مما أسفر ذلك عن استشهاد طبيب
وإصابة مسعفين اثنين.وأطلقت طائرات الإحتلال صاروخين على أحد
الأنفاق في حى البرازيل بمدينة رفح جنوب القطاع واستهدفت بصاروخ واحد
مجموعة مقاومين فى حى الشيماء شمال قطاع غزة مما أدى إلى إصابة ناشطين من
كتائب القسام، حسبما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط.ومن جانبها،
ذكرت وكالة رويترز أن الغارات الجوية الاسرائيلية على غزة تضع عباس في
مأزق حيث أثارت الغارات احتجاجات عنيفة في الضفة الغربية المحتلة التي
يسيطر عليها عباس وفي العالم العربي.وأضافت رويترز أن معظم القتلى
من عناصر حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي هزمت حركة فتح
بزعامة عباس - والتي هيمنت لفترة طويلة - في انتخابات 2006 وطردت قواته من
قطاع غزة في صراع استمر لفترة قصيرة بعد 18 شهرا. وقتل عشرات المدنيين في
القصف الاسرائيلي.وقد يبدو شن إسرائيل حملة منسقة ضد حماس للبعض
كفرصة لعباس التي يود بعض أعضاء حركة فتح التي يتزعمها القضاء عليها حتى
يتسنى لهم استعادة مواقع النفوذ هناك.وأضافت أن عباس لا يحبذ رؤية
مذبحة غزة على الإطلاق. وخلافاً لخصومه من حركة حماس فإنه محاصر بين
المطالب المتنافسة بمحاولة تحقيق السلام مع إسرائيل وفي الوقت نفسه
الاستجابة للغضب المتزايد والاحباط اللذين يشعر بهما شعبه.
شاهد الفيديوقصف الطيران الإسرائيلى لقطاع غزة
وقال دبلوماسي غربي بارز "لقد تم وضعه في موقف مستحيل. ليست لديه خيارات جيدة."ويقول
بعض المحللين السياسيين أن الأزمة جعلت عباس يبدو مترددا وغير ملم بالامور
في وقت يستعد فيه للدعوة إلى اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة.
وتتوقع قلة أن تجري الانتخابات عما قريب نظرا للمعارضة من جانب حماس.وقال زكريا القاق من جامعة القدس ان الشعب الفلسطيني ترك ليتساءل أين هو (عباس).. وما موقفه..وصرح
صائب عريقات مساعد الرئيس عباس بأن الرئيس منذ البداية بدأ حملة لا تكل
لوقف الهجمات في غزة وأضاف أن هذا هو الشيء الوحيد الذي يفكر فيه.ويقول
مسؤولون أمريكيون وأوروبيون أنهم يساورهم القلق بشأن مستقبل الرئيس
المدعوم من الغرب الذي عرض اجراء محادثات سلام مع اسرائيل كبديل للعنف
الذي تشجعه حماس.وأضافوا أنه سواء أجريت الانتخابات ام لا فان لا أحد يعلم من يمكن أن يخلفه.وقال
عبد الله عبد الله المسؤول البارز بحركة فتح وعضو المجلس التشريعي ان
الفلسطينيين الملتزمين بمحادثات السلام يمكن أن يخسروا من استراتيجية
اسرائيل التي تستخدم القوة لممارسة الضغط على حماس لوقف اطلاق الصواريخ
والاتفاق على تهدئة جديدة تكون أكثر ملاءمة للدولة اليهودية.ويقول
عبد الله انه مع ارتفاع حصيلة القتلى وتزايد الغضب الشعبي سينخفض الدعم
الشعبي للسلام وتكسب حماس دعما جماهيريا خارج فلسطين وتعاطفا داخلها.كما
عرضت تصريحات بعض القادة بالضفة الغربية التي تصف حماس بأنها "العدو
المشترك" بينهم وبين اسرائيل عباس لمزيد من الاتهامات من قبل الاسلاميين
بالتواطؤ.وكانت القوات الامنية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية
المدعومة من الغرب في الواجهة ضد الجماعات الاسلامية في الضفة الغربية
اكثر من اي وقت مضى منذ عام 1996 حين شن ياسر عرفات حملة ضد حماس في قطاع
غزة.وفي مدينة الخليل التي هي أحد معاقل حماس أصابت القوات التابعة
لعباس ثلاثة رجال بالرصاص يوم الاحد في احتجاج ضد هجوم غزة. وفي بيت لحم
سارع رجال عباس لصد محتجين كانوا يقذفون قنابل حارقة على برج مراقبة
اسرائيلي.ونفى ضابط أمن ينتمي لحركة فتح أن يكون رجاله يتعاونون مع
اسرائيل في قمع المحتجين. وقال ان رجال عباس يستخدمون القوة وفقا لما
تقتضيه الضرورة لمنع انتشار العنف.وقال معين رباني وهو محلل مستقل
متخصص في شئون الشرق الأوسط يتخذ من العاصمة الاردنية عمان مقرا له انه لن
يكون صعبا على الناس أن يجمعوا اثنين على اثنين وأن يروا حملة اسرائيل في
قطاع غزة وحملة عباس في الضفة الغربية كوجهين لعملة واحدة.ووصف مسؤول بارز بحركة فتح في غزة عباس بأنه محاصر "بين نارين... شعبه والتزاماته تجاه السلام ويا لها من معضلة."ويعد
هذا العدوان الإسرائيلى الأكثر دموية فى تاريخ الفلسطينيين منذ حرب الأيام
الستة عام 1967 الذى احتلت خلاله إسرائيل ما تبقى من الأراضى الفلسطينية
(قطاع غزة والضفة الغربية).ويعيش 5ر1 مليون فلسطينى ظروفاً مأساوية منذ انتهاء
اتفاق تهدئةاستمر لستة أشهر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل .. وزاد العدوان
الإسرائيلى من قسوة الحياة ونشر الموت فى شوارع وأحياء ومخيمات القطاع
الساحلى البالغ 360 كيلومترا.وذكرت مصادر إسرائيلية أن كبار
المسئولين فى مكتب رئيس الوزراء إيهود أولمرت تحفظوا ليلة الأربعاء على
اقتراح وزير الدفاع إيهود باراك بالرد بالإيجاب على المبادرة الفرنسية
لوقف إطلاق النار لأغراض إنسانية مدة 48 ساعة (هدنة إنسانية) .. كما تبين
أن وزيرة الخارجية تسيبى ليفنى تتحفظ أيضاً على الاقتراح الفرنسى.تجدر
الإشارة إلى أن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى ووزير خارجيته برنارد
كوشنير من المتوقع أن يصلا إلى إسرائيل الاثنين لعرض هذه المبادرة التى
وصفها المدير العام للخارجية الإسرائيلية بأنها "سيئة لإسرائيل".وقال
مسئول كبير في مكتب أولمرت إنه لا يوجد شىء اسمه "وقف إطلاق نار
إنساني"..وادعى أنه لا يوجد أزمة إنسانية في قطاع غزة وبالتالي لا يوجد أي
داع "لوقف إطلاق نار إنساني".وأعرب مكتب رئيس الحكومة عن غضبه من
تصريحات وزير الدفاع إيهود باراك بشأن المبادرة الفرنسية..ونقل عن مقربين
من أولمرت إن الأخير علم بموقف باراك عن طريق الإنترنت وليس من باراك نفسه.وفى
المقابل..نفى الناطق بلسان الجيش الإسرائيلى إدعاءات مكتب وزير الدفاع
التى تفيد بأن الأجهزة الأمنية تؤيد التوصية بوقف إطلاق النار..كما نفى
بشدة ما تردد من أنباء حول قيام الجيش ببلورة توصية لوقف إطلاق النار.تجدر
الإشارة إلى أن باراك كان قد طلب يوم الثلاثاء من الحكومة المصادقة على
استدعاء 2510 جنود من الاحتياط بموجب أمر التجنيد (
وذلك بالإضافة إلى
6700 جندى كانت قد صادقت الحكومة على استدعائهم الأحد الماضى.
شاهد الفيديوتقرير للجزيرة حول الغارات الإسرائيلية على غزة
وتوجه
باراك برسالة إلى سكرتير الحكومة عوفيد يحزقيلى وأبلغه بقراره بشأن
استدعاء المزيد من الإحتياط وطلب منه المصادقة على ذلك هاتفيا بشكل سريع
على أن يتم عرض الإقتراح لاحقا على لجنة الخارجية والأمن للمصادقة عليه.ويأتى
استدعاء هذا العدد من جنود الإحتياط المنوى تجنيدهم لتعزيز الجبهة
الداخلية وحرس الحدود وسلاح البحرية وشعبة التكنولوجيا فى المخابرات
العسكرية والقوات البرية.كما يأتي اتساع رقعة سقوط الصواريخ
الفلسطينية ووصولها إلى مدينة بئر السبع داخل إسرائيل ليشكل ضربة للنشوة
التى عمت المحافل السياسية والإعلامية وصفعة للشعور السائد بأن الحملة
نجحت في تدمير قدرات حماس .. حيث أعلنت إسرائيل توقيف التعليم فى مدارس
بئر السبع.وقد صدرت الثلاثاء تصريحات تؤكد على استمرار الحملة
العسكرية بشكلها الحالى دون الإفصاح عن مركباتها .. إلا أنه لدى الحديث عن
اجتياح برى يجمع المسئولون الإسرائيليون على ضرورة الإستمرار بالخطة
العسكرية التى أقرت فى جلسة المجلس الوزارى المصغر يوم الأربعاء دون
الإفصاح عن فحواها.وجاءت تصريحات بالمعنى ذاته على لسان أولمرت
وباراك .. إلا أن اللافت أكثر هو موقف وزيرالمواصلات الإسرائيلى شاؤول
موفاز وهو من دعاة التصعيد ضد قطاع غزة حيث دعا
للاستمرار في العمليات العسكرية بموجب الخطة..معتبراً أن الحديث عن اجتياح بري مضر ولا حاجة له.وذكر
موقع (وايينت) الإلكترونى التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية أن
المنظومة الأمنية توصى بقبول "هدنة لأهداف إنسانية" لمدة 48 ساعة بناء على
اقتراح تقدم به وزيرالخارجية الفرنسى برنار كوشنير.وينقل الموقع عن
مسئولين أمنيين إسرائيليين قولهم "إن تلك الاقتراحات تتيح لنا اختبار
نوايا حماس .. فإذا أوقفت (حماس) القصف بعد انتهاء الهدنة يصبح الدخول فى
مفاوضات للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد ممكنا..وفى المقابل إذا جددت القصف
ترى المنظومة الأمنية أنه يجب شن عمليات برية بل اجتياح واسع لتدمير سلطة
حماس فى قطاع غزة".وقالت مصادر فى المنظومة الأمنية"يجب أن تفهم
حماس أن إسرائيل على استعداد للنظر في اقتراحات وقف القتال .. ولكن بشرط
أن تقود لتهدئة أو وقف إطلاق نار طويل الأمد"إلا أن جهاز الأمن العام
"الشاباك" والجيش نفيا أن يكون رئيس الأركان جابى أشكنازى يخطط لتقديم
توصية من هذا النوع لأولمرت .. وجاء فى بيان رسمى من المتحدث بلسان الجيش
إنه "ينفى بشكل قاطع وبشكل لا يقبل التأويل الأنباء التى أفادت بأنه
تتبلور فى الجيش توصية لوقف إطلاق النار".وفى السياق ذاته..ألمح
أشكنازى خلال لقائه مع الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز فى المجمع الأمنى
بتل أبيب إلى وجود صعوبات فى العمليات العسكرية لم يفصح عنها ..واكتفى
بالقول "كانت هناك لحظات صعبة فى الطريق ـ وأنا واثق أننا سنتغلب عليها"
.. فيما قال بيريز فى مؤتمر صحفى مشترك "كمن يذكر كل حروب إسرائيل..هذه
حملة عسكرية صعبة للغاية لا تشبه شيئا كان قبلها". المصدر: وكالتا رويترز و أنباء الشرق الأوسط